2010-12-10

..كـ مرارة القهوة .. بـ حمرة حبات الفراولة



 
وسنة أخرى مضت .. 
اخيرًا .. الجو المناسب تمامًا !
بعد صلاة الفجر من يوم الخميس 9-12-2010 قررت صنع فطور يصاحب تفكيري دائمًا  ..
فالجمعة لا يوجد وقت للفطور في الحقيقة والسبت دائمًا على عجل للحاق بالسائقالذي يوصلني للمدرسة ..
بسرعة .. وجدت نفسي داخل المطبخ اغلي الماء , اغسل ثلاث حبات فراولة , اعيد دفء ( دونات ) بالفراولة , و أعِدُّ كوب قهوة ..
" ابغى كاميرتك " لأختي ..بقي من الوقت القليل قبل سطوع شمس الشتاء المتأخرة دومًا .. ربما تشعر بالبرد هي ايضًا ..
اخذت ادواتي , فطوري .. ثم صعدت إلى سطح منزلنا العزيز ..
رحب بي الهواء ترحيبًا باردًا كما هو متوقع ..محركًا خصلات شعري .. مهلًا أشعر برجفة شديدة !
 إنها الساعة السادسة تمامًا .. اذًا حان اليوم الموعود الذي انتظرته طويلًا .. والسبب صيفنا القاسي ..
تم التأكد من وضع كل شيء بشكل رائع او كما اردته ان يكون ..
اخذت أول لقطة , الصورة سيئة ..ثم الثانية والثالثة وتبعها رقم كبير ........تبًا !
يكفي سآكل الآن .. كأني نسيت شيئًا ؟
كيف نسيت مثل هذه الأيام المتبقية ؟ لم اصدق نفسي .. على الأرجح هذا آخر فطور حقيقي لي في سن السادسة عشر !
انتابني شعور غريب .. مرّ و لذيذ ..بدأت انظر الى السماء , رأيت نمو شعاع برتقالي ضعيف , رجفة شديدة ليست من برودة ذلك اليوم .. بل المشاعر التي اجتاحتني .. والأفكار التي ملأت رأسي .. سنة تمضي وسنة تجيء .. اجد صعوبة في تحديد ما افكر به ..عدت إلى نفسي التي كانت قبل ذلك .. لا مزيد من تضييع الوقت .. كررت تصوير ذلك الفطور الاوروبي كما تخيلته ..
كلا .. لا بأس بها  .. جميلة .. قد أكتفي بهذه الصور ...جلست على الأرض الجرداء وليس من عادتي ذلك .. لم آبه البته ..لم استطع الجام نفسي عن التفكير في سن السابعة عشر .. كلما أردت الابتسام تختلجني مشاعر حزينة لا أعرف مصدرها ..
ها أنا على شفا سنة أخرى اودعها .. بالآمها التي تغلب أفراحها ..
منظر السماء رائع جدًا .. بارد أكثر من ذلك ... نظرت إلى فطوري , لم أره كأول مرة  .. نزلت على عجل .. اني ابحث عن المزيد من الفراولة ! أشعر أني بحاجتها ..غسلت مابقي من الفراولة جميعها ..  ثم صعدت بها أزحت فطيرة الفراولة  أو المنكّهه بها ربما ..
وضعت ماجلبته لتوي .. حمرة ذلك اللون تقتلني !
يداي لم تعدا تستطيع حمل آلة التصوير .. الصور يعابها الكثير ..
نعم ! آخر صورة جميلة جدًا ..عدت إلى أرضي جالسة .. هذه المرة آكل آخر فطور حقيقي لي في سن السادسة عشر بصنع يدي .. إن كان يصعب صنعه ؟
آكل حبات الدم تلك .. اشرب من كوب خزفي ..  يحمل شرابًا مرًا ..
لم أعد اشعر بنسمات الهواء البارد .. يكفيني تذوق طعم ليس له مثيل ! 
ماذا تركت في هذه السنة وماذا ينتظرني .. وانا اشرب شيء لست متاكدة من انه لا يزال يدعى قهوة ساخنة !
التنقلات السريعة بين عمر وآخر ترعبني ..لا اجدني مللت من رقم 16 .. لا اجدني عملت 16 شيئًا فيها يستحق أن يذكر .. !
الأمر محزن ومفرح .. أجل إنه مرّ و حلو .. الأضداد دائمًا .. وكم هي جميلة !
انظر إلى الصحن لم يبقى به الشيء الكثير .. وكذلك كوبي ..
إنها آخر أيامي في سن السادسة عشر ... آخر أيام السنة ..آخر سنة دراسية في المرحلة الثانوية ..  بقاياهم ..
سبحانك ربي قد رضيت بقدرك .. قوّني على طاعتك ...
ما زلتُ موجودة .. مازلت استطيع أن أرى سماء بجمال هذه .. ما زلت استطيع ان اصنع فطورًا آخر كهذا ..
يكمن جمال الحياة بأضدادها .. لا أعلم كيف امتزجت مثل هذه الافكار ذلك اليوم .. ومعرفة أن فطوري مناسب له تمامًا بشكل أليم ؟!
التقطت آلة التصوير .. بين تلك اللحظة وهذه سأضع صورة .. ذكرى ... ما أجملها برغم عيوبها .. 
الصور بدت واضحة جدًا .. شمسنا اخيرًا تركت لحافها الدافئ .. إنها تواسيني ..شكرًا لكِ ..
كان جو روحاني .. استطعت مقابلة نفسي التي تختبئ في نفسي .. وجدتها خائفة تارة وفرحة تارة اخرى ..
لن تتكرر لحظات مثل هذه .. لقد كنت بحاجتها فعلًا .. و كل شيء يحتاج إلى صيانة !
ابعدت تلك الفراولة المنكّهه .. أعطيتها لأختيّ مقاسمة .. لم تكن لترضيني .. أردت الحقيقية منها .. لأنها ربما تشبهني..
الآن أرى كوبًا وصحنًا فارغين .. كتفكيري حينها .. عدا آلة التصوير .. فقد أبقت لي شيئًا !
حان موعد رحيلي .. جمعت شتات كل شيء .. نزلت .. وانا لا استطيع ايقاف نفسي من الابتسام  ..
ابتسامتي ربما لأني عشت تجربة جديدة .. وربما السبب أكثر بساطة من ذلك بكثير.. فقد خرجت بصور جميلة جدًا بنظري !

دامت ايامكم .. فراولة .

عن الصور : رأس الموضوع .. لم أجد الخط المناسب كالعادة وليس هناك خط أجمل من خطي -u- ..  والبقية لم أضع أي تأثير لأني أريدها حقيقة .. قبل الشروق وبعده قبل الأكل وبعده .. و بعيوب تصويري البدائية ! - اضغط/ي على الصور -



ليست هناك تعليقات: