2011-02-11

.. شكرًا إديسون



 حينما بدأت بتزيين طاولتي الحبيبة .. أول ما فكرتُ به هو أن أضع أشياء غيّرت من طريقة عيش او تفكير الناس ..
نعم هناك الكثير .. لكن ما طرأ على فكري هو : البرت اينشتاين بقانون الطاقة وتوماس اديسون بالاختراع العظيم : المصباح ..
كانا قد شغلا بالي منذ أن كنت صغيرة في السنة الاولى من المتوسطة .. كانت معلوماتي بسيطة بالطبع حينها ...

من غير المتوقع .. كان أخي الكبير,العزيز في زيارة لي في غرفتي .. وكان كرسي مكتبي هوالمضيف .. فجلس فيه ..
بدأ يجوب بناظريه لما صنعت بمكتبي.. بينما كنت مشغولة بل متحمسة في الحديث عن موضوع ما ..
بدأ أخي الحديث : " امم ؟شكرًا .... أديسون ؟ آه مخترع المصباح ؟ "
مطر : " اي "
أكمل : " ليه يعني بالذات أديسون ؟ "
مطر - متفاجئة غير متوقعة مثل هذا السؤال - : " لأني .. أحس أنه صنع شيء عظيم .. ساعدنا كثير .. " ( إجابة ضعيفة )
- " آهاا " ..

لن أرضى يومًا بذلك الجواب ..
واليوم ( كَوكَل ) تحتفل بذكرى ميلاده الـ 164 ..
من هو ؟
أنا لستُ هنا بصدد ذكر حياته و...و..., .. لماذا ؟ كيف ؟ 
باختصار :
 حياته: مأساوية بما فيه الكفاية - ريمي الآخر ربما - , العقدة : بسيطة وهي انعدام النور في الليل لانقاذ أمه ,الحل : جهد كبير و فشل ومصباح

لو قرأنا رواية .. ننسى تفاصيل أشياء كثيرة .. إلا أن النهاية سعيدة كانت أم حزينة نظل نتذكرها فقد حفرت ويستحيل نسيانها !
بعيدًا عن الدراما .. لقد نجح بالتأكيد .. لم يقيّمه أحد برقم أو بنجمة !
فلنضع في حسباننا أنه نجح فحسب .. ونحن من نخلق التفاصيل  .. ممتع أن نسيّر حياتنا كما نريد ..شرط خط النهاية : النجاح

ما اود ان أذكره هو طريقة تفكيره ونظره للأشياء ..
علمنا انه قبل ان يخترع المصباح واجهته مسيرة طويلة  وشديدة من الهزائم .. فكان يطلق عليها الفشل كما هو شائع ..
إلا انه كان رقيقًا .. وجد تعبير ( الفشل ) قاسي جدًا على قلبه .. شذّب ذلك ( اللفظ ) وأحاط عنقه بلؤلؤ .. سمّاها : تجارب غير ناجحه !
أنه يعلّمنا بأسلوب ليّن : رأفة بمشاعركم !

الشرير الآخر كان رجل قد رفض فكرة اختراعه .. تجرأ على تسميتها ( فكرة سخيفة ) .. ماذا كان رد مخترعنا توماس ؟ 
لم يعدّل له اللفظ .. كان الموقف لا يحتمل ذلك التغيير البسيط بل احتاج رد قوي فقد كان في مناظرة شرسة ..رد عليه : بل ستقف يومًا تدفع فواتير الكهرباء !!
آمن بنفسه .. ثم آمن بنفسه .. ثم آمن بنفسه ... لم يأبه بالمثبّطات الكلامية السخيفة ..

تلك النقطتان هي التي يجب ان تذكر كروابط في مسيرة حياته بين : كان فقيرًا --> مناضلًا --> ناجحًا .. 

كيف تَصوّر تصرف الناس من بعده ؟
بالتأكيد لم يضع في حسبانه أبدًا أنه سيكرّم بإطفاء أضواء أمريكا كلها حين وفاته .. تقديرًا لإنجازه العظيم !!

|| ..... ||

إنها لحظة أنجبت لحظة .. في تلك اللحظة كانت أمه على فراش الموت .. حفيدة تلك اللحظة أنجبت ذلك الضوء ...
نعم جميعنا نريد أن نكون عظيمين .. اسمنا يحفظه الصغير قبل الكبير .. 
ليس صعبًا وقد عرفنا ( العلاج ) كلا  بل  (الإكسير ) للنجاح ..

حسنًا إن كان أديسون اخترع المصباح والمصداح وغيره ..فلان صنع هذا وهذا 
فلان آخر صنع ذاك وذاك ... آخر صنع تلك وذاك
و...مطر صنعت ليست بتلك ولا ذاك .. ! .. إنها تنظر فقط .. 
السؤال المزعج منذ فترة طويلة جدًا في رأسي :
ما الذي ابقيتموه لي ؟ اريد صنع شيئًا .. أريد إحداث فرقًا ..
امتلأت تلك الصحف بالحبر .. 
لكن لا بد من وجود بقعة بيضاء .. 
بقعة تنتظرني ... ليست كبيرة بما يكفي لكنها تتسع لي ! 
أو ربما املك المقدرة لأن اجعل صبغًا أبيض يزيل شخص ما لآخذ مكانه ...!!
هناك دائمًا تلك البقعة .. دائمًا موجودة ..

توماس أديسون : يسّرت لي معيشتي .. حينما تضعف طاقة أحد الأضواء في منزلي : " الغرفة ظلمة ! "
شكري لك رغم انك لا تستجيب ... ولا تعلم حتى من انا .. اعتذر كوني اكتفيتُ بوضع : شكرًا أديسون .. ومصباحك السحري !
ولكن .. كأنك اثقلت علينا عبء دفع فواتير الكهرباء ؟ :)

- خارج النص : اتذكر أني في يوم ما كنت اشاهد التلفاز وكان يُعرض " جيمي نيوترون " مسلسل كرتوني .. في تلك الحلقة كأن توماس أديسون يأتي إلى الحاضر ..  وحينما رأى في غرفة ذلك الصبي أنوارًا مضاءة باشر بالقول : ماذا ! أنا الذي اخترعتُ المصباح .. لا يحق لك سرقة اختراعي ! ... تابعت الحلقة بأكملها إلا اني لا أتذكر سوى هذا المشهد الطريف !


  هناك واقف ينظر .. بين مخترعاته .. إنه ينظر إليّ ..
نظرة حادة .. وقفة واثقة.. يده على تلك الآلة  : نعم أنا اخترعتها!
يخاطبني : لا تنظري العدد ولا تنتظري عدد .. 
- حسنًا .. الكمّ لا الكمية .. وكل وقت مناسب للبدء ..
يكمل :لم يثبت وجودي سوى مصباح صغير قوي التأثير  !
بماذا ستشاركيني المقعد الذي أملكه يا مطر ؟

   

كان ومازال يُذكر كثلاثة أشخاص :
كان الطفل البليد المختل عقليًا .. وكان الشاب المناضل ... وأخيرًا كان الرجل العظيم  ..





هناك تعليقان (2):

Zahraa Ali يقول...

السلام عليكم ورحمه الله و بركاته

يقول الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور(Arthur Schopenhauer) كل حقيقة تمر بثلاث مراحل:
أولاً:تكون موضع سخرية
ثانياً:تتم معارضتها بعنف
ثالثاً:وفي النهاية يتم تقبلها على أنها واضحة لا تحتاج لدليل

وهذا ماانطبق على إديسون !

لفته جميلة يا فتاة
سلمتِ من كل مكروه
(=

rainlight يقول...

جميل جدًا ..سأحتفظ بهذا القول أنا أيضًا
بل مرورك الأجمل عزيزتي ..
دامتك ايامك مصابيح ْ:)