2011-07-02

.. كـ البالون التي فلتت من يد ذلك الطفل




لا أعلم كم تركتُ مدونتي هذه .. ولا أود ان اعلم... تعلمون كيف هو الصوت الداخلي المزعج : لماذا تركتها ؟ وبقية الاستجواب ..
إلا أنني أشعر بروح جديدة تملّكت جسدي ..كأن همومي قد فرغت ..
الجدول الذي وضعته لم يعد صالح للاستعمال أخيرًا ...

آخر يوم دراسي لي في مدرستي الثانوية : نظرتُ نظرة أخيرة إلى فصلي العزيز .. الممرات التي سرتُ عليها بتثاقل كل يوم  ..  ذاكرتي مشحونة جدًا بدخولي الفصل صباحًا مبكرًا حينما افتح ذلك الباب واقول لنفسي متى سأفتحك آخر مرة في حياتي ؟ ثم أرسل ابتسامة للواقع الذي ينتظرني , للأشياء التي لا تتوقف هناك : مطر أبغى أشوف واجب الرياضيات حلّيتيه ؟ مطر اي حصة علينا مادة الكيمياء ؟ استاذة فلانة جات ؟ ان شاء الله غايبة ! ... وبقيّة الحديث المُستهلك جدًا : متى يجي آخر يوم .. تعبنا !!!

هاقد تخلّصت من 12 سنة بكل مافيها .. بكل مافيها ..

يوم الأربعاء 20-7  آخر يوم حقيقي أعيشه في هذه المدرسة : لا داعي ذكر كيفية صعوبة مذاكرة آخرة مادة !! كنتُ أشبه بمن يقرأها للتسلية فقط ! خرجتُ من قاعة الاختبار .. اركض , اضحك , لا استطيع اختيار كلمات للتعبير .. كنتُ قد أخذت جولة لمدرستي قبل هذا اليوم كوني أعلم أنه لن يوجد وقت كافي في آخر يوم وحدث ما توقعت .. خرجتُ من عالم صعب جدًا مليء بالتمر والحنظل .. حاولت جعله ( اليوم الأعظم ) .. ولكن كيف ذلك والاختبار التحصيلي الذي ينتظرك بعد اسبوع يصنع لك أجمل الأفلام المرعبة !!

ما أكثر شيء سأشتاق له ؟ 
1- طوال 5 سنوات وأنا اختار الكرسي الملتصق بالجدار .. بلا شك بالقرب من تلك الجُدر عشتُ أكثر مما عشته في منزلي .. والجميع يعرفني : مطر اللي عند الجدار !!
2- فصلي في الصف ثاني ثانوي - يوجد بالطابق الثاني - تحتوي على نافذة .. كنتُ الشبح الذي يحرسها ! بقدومي مبكرًا يكون لدي وقت للجلوس بقربها حيث لا ينير الفصل المظلم إلا ذلك الشعاع الخافت .. و الشعور الذي يلامس روحك عندما يكون الجو ممطرًا !!
3- الآن فقط سأشتاق للمعلمات .. بصراخهن حينما تكوني لم تنامي إلا 15 دقيقة ... أو التي تحدّث نفسها .. التي تهدد ... التي لا تبتسم .. التي لا ترحم .. التي ليس لديها ما يؤهلها لتكون معلمة ..  مع الاختبارت الدورية المتعبة جدًا و الإذلال الذي نعيشه كل يوم : استاذة أجليه عندنا اختبارين مانقدر ..
4- الطابور الصباحي - الذي دائمًا أكون فيه ضحية الصف الأمامي للطابور,الأسوأ على الطلاق - ..المديرة المزعجة ..
5- النظر الى وجوه طالبات فصلي حينما تكون علينا حصص المواد العلمية والانجليزي .. تمامًا حينما يكنّ في عوالم لا يُعرف عنها سوى أنها غير العالم الذي تشرح فيها المعلمة ..

- مؤسف أني لم أرى " عدّاد التخرج " سوى اليوم .. من يصدق ! إنه يقول لي :Today is the day  


 




حينما خرجت من قاعة اختبار القدرات والتحصيلي -الذي طال انتظاره أكثر مما تصورت- كأني خرجتُ من باب الكرة الارضية لأسبح في ذلك الفضاء الشاسع ..
شعور غريب ,جميل, شفاف, لا يوصف و يقشعر له بدني ...
كنتُ مستعدة جدًا بل أكثر لهذا اليوم ..
فرحتُ كثيرًا .. لم استطع النوم ..
لأنه اليوم الذي استطيع بكل ثقة أن أقول : هاقد بدأت عطلتي الصيفية .. إنها لا تشبه العُطل التي مضت أبدًا ...اللهم اجعلها خيرًا ...

انا الآن .. كـ البالون التي فلتت من يد ذلك الطفل ..




هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

السلام عليكم
ألف مبروك و عقبال الجامعة إن شاء الله بالتخصص اللي بدك إياه :)
حلو تعبير البالون بشعر الشخص أنه حرّ يتجه أينما يشأ أو بالأحرى أينما ترسله الرياح وهي قدر الله لا شك .
أتكنى لكِ عطلة ممتعة و ترتاحي فيها على الآخر .

دمت بخير أختي :)

Ola يقول...

كُنا مقودين...
نرسم أحلاماً وِفق قوانين ودساتير لا تمتُ لنا بصلة...
والأن.. نحنُ أسياد الموقف...:] تَماماً كَذاك البالون...
مُباركٌ الحرية... والتي ككل امور الحياة.. لا تأتي لوحدها...
:)

rainlight يقول...

أهلاً بك في مدونتي .. alirbid :)
آه البالون .. فلتأخذني الرياح إلى مكان جميل أصنع به مغامراتي الخاصة :)
أتمنى ذلك ..
شكرًا لك أسعدني مرورك كثيرًا ومرحبًا بك في أي وقت ..
سأحاول , وأنت أيضًا كن كذلك ..
-----------
علا .. :)
بالضبط !
أخيرًا اقتنعتُ بأني لستُ وحدي في هذا الشعور ..
حقًا تطلب الأمر (جهاد) عسير جدًا ..
أنا حرة الآن .. نعم أنا حرة :)
لكِ الشكر الجزيل عزيزتي ..