لا أعلم كم تركتُ مدونتي هذه .. ولا أود ان اعلم... تعلمون كيف هو الصوت الداخلي المزعج : لماذا تركتها ؟ وبقية الاستجواب ..
إلا أنني أشعر بروح جديدة تملّكت جسدي ..كأن همومي قد فرغت ..
الجدول الذي وضعته لم يعد صالح للاستعمال أخيرًا ...

هاقد تخلّصت من 12 سنة بكل مافيها .. بكل مافيها ..
يوم الأربعاء 20-7 آخر يوم حقيقي أعيشه في هذه المدرسة : لا داعي ذكر كيفية صعوبة مذاكرة آخرة مادة !! كنتُ أشبه بمن يقرأها للتسلية فقط ! خرجتُ من قاعة الاختبار .. اركض , اضحك , لا استطيع اختيار كلمات للتعبير .. كنتُ قد أخذت جولة لمدرستي قبل هذا اليوم كوني أعلم أنه لن يوجد وقت كافي في آخر يوم وحدث ما توقعت .. خرجتُ من عالم صعب جدًا مليء بالتمر والحنظل .. حاولت جعله ( اليوم الأعظم ) .. ولكن كيف ذلك والاختبار التحصيلي الذي ينتظرك بعد اسبوع يصنع لك أجمل الأفلام المرعبة !!
ما أكثر شيء سأشتاق له ؟
1- طوال 5 سنوات وأنا اختار الكرسي الملتصق بالجدار .. بلا شك بالقرب من تلك الجُدر عشتُ أكثر مما عشته في منزلي .. والجميع يعرفني : مطر اللي عند الجدار !!2- فصلي في الصف ثاني ثانوي - يوجد بالطابق الثاني - تحتوي على نافذة .. كنتُ الشبح الذي يحرسها ! بقدومي مبكرًا يكون لدي وقت للجلوس بقربها حيث لا ينير الفصل المظلم إلا ذلك الشعاع الخافت .. و الشعور الذي يلامس روحك عندما يكون الجو ممطرًا !!
3- الآن فقط سأشتاق للمعلمات .. بصراخهن حينما تكوني لم تنامي إلا 15 دقيقة ... أو التي تحدّث نفسها .. التي تهدد ... التي لا تبتسم .. التي لا ترحم .. التي ليس لديها ما يؤهلها لتكون معلمة .. مع الاختبارت الدورية المتعبة جدًا و الإذلال الذي نعيشه كل يوم : استاذة أجليه عندنا اختبارين مانقدر ..
4- الطابور الصباحي - الذي دائمًا أكون فيه ضحية الصف الأمامي للطابور,الأسوأ على الطلاق - ..المديرة المزعجة ..
5- النظر الى وجوه طالبات فصلي حينما تكون علينا حصص المواد العلمية والانجليزي .. تمامًا حينما يكنّ في عوالم لا يُعرف عنها سوى أنها غير العالم الذي تشرح فيها المعلمة ..
- مؤسف أني لم أرى " عدّاد التخرج " سوى اليوم .. من يصدق ! إنه يقول لي :Today is the day
حينما خرجت من قاعة اختبار القدرات والتحصيلي -الذي طال انتظاره أكثر مما تصورت- كأني خرجتُ من باب الكرة الارضية لأسبح في ذلك الفضاء الشاسع ..
شعور غريب ,جميل, شفاف, لا يوصف و يقشعر له بدني ...
كنتُ مستعدة جدًا بل أكثر لهذا اليوم ..
فرحتُ كثيرًا .. لم استطع النوم ..
لأنه اليوم الذي استطيع بكل ثقة أن أقول : هاقد بدأت عطلتي الصيفية .. إنها لا تشبه العُطل التي مضت أبدًا ...اللهم اجعلها خيرًا ...
انا الآن .. كـ البالون التي فلتت من يد ذلك الطفل ..